تخطَّ إلى المحتوى

أَهَمِّيَّةُ تَعَلُّمِ الْقِرَاءَةِ الصَّحِيحَةِ لِلْقُرْآنِ

بِسْمِ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ .

أَمَّا بَعْدُ :

تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ هِيَ أَعْظَمُ الذِّكْرِ وَمِنْ أَجَلِّ الْقُرُبَاتِ إِلَى رَبِّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى ..وَكَمَا ذُكَرَ فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَنْ زَيْدِ ابْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُقْرَأَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ) أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.

وَلِكَيْ نَتْلُوَ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ كَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ أُنْزَلَ مَعَ تَجْوِيدِهِ وَتَحْبِيرِهِ وَلَا شَكَّ أَنَّ الْقِرَاءَةَ بِالتَّأَنِّي وَ التَّجْوِيدِ الصَّحِيحِ مُعَيَّنَةٌ عَلَى الْفَهْمِ وَ أَكْثَرُ رُسُوخًا فِي الْقَلْبِ…فَعِنْدَمَا تَسْمَعُ قَارِءًا مِنْ الْعَامَّةِ يَقْرَأُ بِغَيْرِ تَجْوِيدٍ قَدْ لَا تَثْبُتُ الْآيَاتُ فِي قَلْبِكَ وَلَا تَتَدَبَّرُهَا وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَهَا مِنْ قَارِئٍ مُتْقِنٍ قَدْ تَتَدَبَّرُهَا وَتَكُونُ ارْسَخْ فِي الذَّاكِرَةِ .

وَ أُورِدُ لَكُمْ بَعْضَ كَلَامِ السَّلَفِ عَنِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَأَنْ أَقْرَأَ الْبَقَرَةَ فِي لَيْلَةٍ وَأَتَفَكَّرُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ هَذْرَمَةً.

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: نَزَلَ الْقُرْآنُ لِيُتَدَبَّرَ وَيُعْمَلَ بِهِ، فَاتَّخَذُوا تِلَاوَتَهُ عَمَلًا.

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: الْمَطْلُوبُ مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ فَهْمُ مَعَانِيهِ، وَالْعَمَلُ بِهِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ هِمَّةَ حَافِظِهِ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.

قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: الْمَقْصُودُ مِنْ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ الْعَمَلُ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ.

وَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: الْقِرَاءَةُ بِالتَّدَبُّرِ أَعْظَمُ أَجْرًا.

وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي لِطَالِبِ الْعِلْمِ الِاهْتِمَامُ بِمَعْرِفَةِ أَسَاسِيَّاتِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَمِنْ أَهَمِّ الْمُتُونِ الْمُخْتَصَرَةِ فِي أَحْكَامِ التَّجْوِيدِ هُوَ مَتْنُ تُحْفَةِ الْأَطْفَالِ لِلشَّيْخِ سُلَيْمَانَ الْجَمْزُورِيِّ (لَا يُعْرَفُ بِالتَّحْدِيدِ سَنَةُ وَفَاتِهِ لَكِنَّ آخِرَ مَا عُرِفَ أَنَّهُ كَانَ حَيًّا سَنَةَ 1208 هـ ).