تخطَّ إلى المحتوى

حُرْمَةُ الْإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ عَلَى وُلَاةِ الْأُمُورِ

بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ

أَمَّا بَعْدُ :

سَأَقُومُ بِإِبْطَالِ وَاحِدَةٍ مِنْ أَهَمِّ أُصُولِ خَوَارِجِ الْعَصْرِ (الْإِخْوَانُ الْمُسْلِمُونَ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِمْ ) وَهِيَ جَوَازُ الْإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ عَلَى وُلَاةِ الْأُمُورِ.


قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ فِي أَمْرٍ فَلَا يُبْدِهِ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُو بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ

قَالَ الْإِمَامُ الْأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :

حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ غَيْرَ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ أَبُو تَقِيٍّ الْحِمْصِيُّ فِيهِ ضَعْفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ قَالَ الْحَافِظُ:

صَدُوقٌ إِلَّا أَنَّهُ ذَهَبَتْ كُتُبُهُ فَسَاءَ حِفْظُهُ.

قُلْتُ: فَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ بِمَجْمُوعِ طُرُقِهِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ٤/٣٨٢-٣٨٣ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْهُ.

السُّنَّةُ لِابْنِ أَبِي عَاصِمٍ وَمَعَهَا ظِلَالُ الْجَنَّةِ لِلْأَلْبَانِيِّ ٢/٥٢٣ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ (ت ٢٨٧)

وَهُنَا حَدِيثٌ وَاضِحٌ صَرِيحٌ فِيهِ كَيْفِيَّةُ النُّصْحِ وَقَدْ أَوْرَدَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ (ت ٢٨٧) تَحْتَ” بَابُ: كَيْفَ نَصِيحَةُ الرَّعِيَّةِ لِلْوُلَاةِ؟ ”

وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ وَابْنُ بَازٍ وَ عَبْدَالْمُحْسِنُ الْعَبَّادُ وَ مُقْبِلٌ الْوَادِعِيُّ (فِي آخِرِ قَوْلَيْهِ) وَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَكَذَلِكَ قَالَ عَنْهُ الْحَافِظُ الْهَيْثَمِيُّ تَحْتَ (بَابُ النَّصِيحَةِ لِلْأَئِمَّةِ وَكَيْفِيَّتِهَا)

“رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ لِشُرَيْحٍ مِنْ عِيَاضٍ وَهِشَامٍ سَمَاعًا وَإِنْ كَانَ تَابِعِيًّا.”

وَ قَالَ الْأَلْبَانِيُّ مُعَلِّقًا عَلَى كَلَامِهِ :

قُلْتُ: وَإِنَّمَا أَبْدَى الْهَيْثَمِيُّ هَذَا التَّحَفُّظَ مَعَ أَنَّ شُرَيْحًا قَدْ سَمِعَ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ كَمَا قَالَ الْبُخَارِيُّ وَمِنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ كَمَا قَالَ ابْنُ مَاكُولَا لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ جَمْعٍ آخَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ كَمَا بَيَّنَهُ الْحَافِظُ فِي التَّهْذِيبِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

لَكِنَّهُ قَدْ تُوبِعَ فَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ (٣/٢٩٠) …

وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ أَيْضًا “وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَإِسْنَادُهُ مُتَّصِلٌ”

مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ وَمَنْبَعُ الْفَوَائِدِ ٥/٢٢٩ نُورُ الدِّينِ الْهَيْثَمِيُّ (ت ٨٠٧)

مَصَادِرُ أُخْرَى لِلْحَدِيثِ

الْفِرْدَوْسُ بِمَأْثُورِ الْخِطَابِ ٣/٥٩١ الدَّيْلَمِيُّ (ت ٥٠٩)
تَارِيخُ دِمَشْقَ لِابْنِ عَسَاكِرَ ٤٧/٢٦٦ أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ (ت ٥٧١)
مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ ٤/٢١٦٢ أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ (ت ٤٣٠)
مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ لِلطَّبَرَانِيِّ ٢/٩٤ الطَّبَرَانِيِّ (ت ٣٦٠)
أُسْدُ الْغَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ ط الْفِكْرِ ٤/٢٨ ابْنُ الْأَثِيرِ، أَبُو الْحَسَنِ (ت ٦٣٠)
أَحْكَامُ أَهْلِ الذِّمَّةِ - ط عَطَاءَاتُ الْعِلْمِ ١/٥٢ ابْنُ الْقَيِّمِ (ت ٧٥١)
جَامِعُ الْمَسَانِيدِ وَالسُّنَنِ ٦/٧٢٨ ابْنُ كَثِيرٍ (ت ٧٧٤)

عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ العَدَوِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَقَالَ أَبُو بِلَالٍ: انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الفُسَّاقِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ

[حكم الالبانى] : صحيح، الصحيحة (2296)

انظر كيف ان ابو بكرة رضي الله عنه انكر على أبو بلال لأنه أنكر على الحاكم علانية وحتى لو كان الحاكم فعل معصية

وانظر كيف صار حال ابو بلال هذا الذي اهان سلطان الله في الأرض ..اهانه الله في الآخرة

روى عبد الله بن أحمد بإسناده الصحيح إلى سعيد بن جمهان أنه قال: كانت الخوارج تدعوني حتى كدتُ أن أدخل معهم، فرأت أخت أبي بلال في النوم أن أبا بلال كلب أهلب أسود، عيناه تذرفان، قال: فقالت: بأبي أنت يا أبا بلال ما شأنك أراك هكذا؟ قال: جُعِلْنا بعدكم كلاب النار، وكان أبو بلال من رؤوس الخوارج

وهذا دليل ان الخوارج يمسخون كلابا حقيقة

آثَارٌ عَنِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

معاذ بن جبل رضي الله عنه

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: الْأَمِيرُ مَنْ أَمَّرَ اللَّهُ عزوجل فَمَنْ طَعَنَ فِي الْأَمِيرِ فَإِنَّمَا يَطْعَنُ فِي أَمْرِ اللَّهِ عزوجل

السنن الواردة في الفتن للداني ٢/‏٤٠٣ — أبو عمرو الداني (ت ٤٤٤)

أبو الدرداء رضي الله عنه

وإن أول نفاق المرء طعنه على إمامه

شعب الإيمان - ت زغلول ٧/‏٤٨ — أبو بكر البيهقي (ت ٤٥٨)

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَلَعْنَ الْوُلَاةِ، فَإِنَّ لَعْنَهُمُ الْحَالِقَةُ، وَبُغْضَهُمُ الْعَاقِرَةُ. قِيلَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ إِذَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ مَا لَا نُحِبُّ؟ قَالَ: اصْبِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُمْ حَبَسَهُمْ عَنْكُمْ بِالْمَوْتِ

السنة لابن أبي عاصم ٢/‏٤٨٨ — ابن أبي عاصم (ت ٢٨٧)

أنس بن مالك رضي الله عنه

١٠١٥ - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حسين ابن وَاقِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَانَا كُبَرَاؤُنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ:

لا تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ وَلا تَغِشُّوهُمْ وَلا تَبْغَضُوهُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ واصبروا فإن الأمر قريب.

١٠١٥- إسناده جيد ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر.

السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني ٢/‏٤٨٨ — ابن أبي عاصم (ت ٢٨٧)


عَبْدُاللَّهُ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ


وعن عقبة بن وساج قال: كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم، فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو فقلت له: أنت من بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جعل الله عندك علماً، وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة. فقال لي: أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، أُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقليد من ذهب وفضة فجعل يقسمها بين أصحابه، فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل. فقال: “ويحك، من يعدل عليه بعدي؟” فلما ولَّى قال: “ردوه رويداً” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في أمتي أخاً لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيَهم، كلَّما خرجوا فاقتلوهم” ثلاثاً.

السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني ٢/‏٤٥٥ — ابن أبي عاصم (ت ٢٨٧)


عَبْدُاللَّهُ بْنُ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ


أتيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ أبي أوفَى -رضي الله عنه- ، وَهوَ محجوبُ البصَرِ ، فسلَّمتُ علَيهِ ، قالَ لي مَن أنتَ ؟ فقلتُ : أَنا سعيدُ بنُ جهمان قالَ : فَما فعلَ والدُكَ ؟ قالَ : قَتلتهُ الأزارِقةُ قالَ : لعنَ اللَّهُ الأزارِقةَ ، لعنَ اللَّهُ الأزارِقةَ ، حدَّثَنا رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - أنَّهم كلابُ النَّار ، قالَ : قُلتُ : الأزارِقةُ وحدَهُم أمِ الخوارجُ كلُّها ؟ قالَ : بلِ الخوارجُ كلُّها . قالَ : قلتُ : فإنَّ السُّلطانَ يظلِمُ النَّاسَ ويفعلُ بِهِم، قالَ : فتَناولَ يدي فغمزَها بيدِهِ غمزةً شديدةً ثمَّ قالَ : ويحَكَ يا ابنَ جهمان عليكَ بالسَّوادِ الأعظمِ إن كانَ السُّلطانُ يسمعُ منكَ ، فائتِهِ في بيتِهِ ، فأخبِرهُ بما تعلَمُ، فإن قبِلَ منكَ ، وإلَّا فدَعهُ ، فإنَّكَ لستَ بأعلَمَ منهُ .

قَالَ الْإِمَامُ مُقْبِلٌ الْوَادِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

الصَّحِيحُ الْمُسْنَدُ مِمَّا لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ١/٤٦٧ مُقْبِلُ بْنُ هَادِي الْوَادِعِيُّ (ت ١٤٢٢) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (١٩٤٣٤) وَاللَّفْظُ لَهُ

وَقَالَ فِيهِ الْهَيْثَمِيُّ “رَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْهُ طَرَفًا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ. “

مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ وَمَنْبَعُ الْفَوَائِدِ ٥/٢٣٠ نُورُ الدِّينِ الْهَيْثَمِيُّ (ت ٨٠٧)

ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: آمُرُ إِمَامِي بِالْمَعْرُوفِ؟ قَالَ: إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَقْتُلَكَ فَلَا، فَإِنْ كُنْتَ وَلَا بُدَّ فَاعِلًا، فَفِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ، وَلَا تَغْتَبْ إِمَامَك.

سُنَنُ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ - بِدَايَةُ التَّفْسِيرِ - تَحْقِيقُ الْحَمِيدِ ٤/١٦٥٧ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ (ت ٢٢٧)

حدَّثنا أَبو جَمرة، قَالَ: لما بلغني تحريق البيت، خرجتُ إلى مَكَّة، واختلفتُ إلى ابْن عَبّاس، حتى عرفني، واستأَنس بي، فَسَبَبتُ الحَجّاج عِنْدَ ابْن عَبّاس، فقَالَ: لا تكن عَونًا للشيطان، ثم رجعتُ إلى البَصرة، فخرجت إلى خُراسان، فكنتُ بها زمانا.

مات فِي ولاية يُوسف بن عُمَر، وكانت ولاية يُوسف بن عُمَر سَنَة إحدى وعشرين ومئة إلى سَنَة أربع وعشرين ومئة.

date الكبير للبخاري بحواشي محمود خليل ٨/‏١٠٤ — البخاري (ت ٢٥٦)

أسامة بن زيد رضي الله عنهما

قِيلَ له: أَلَا تَدْخُلُ علَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ؟ فَقالَ: أَتَرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إلَّا أُسْمِعُكُمْ؟ وَاللَّهِ لقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيما بَيْنِي وبيْنَهُ، ما دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَن فَتَحَهُ…

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (٣٢٦٧)، وَمُسْلِمٌ (٢٩٨٩)

عَبْدُاللَّهُ بْنُ عُكَيْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

لَا أُعِينُ عَلَى دَمِ خَلِيفَةٍ أَبَدًا بَعْدَ عُثْمَان، قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا مَعْبَدٍ؛ أَوْ أَعَنْتَ عَلَى دَمِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَعُدُّ ذِكْرَ مُسَاوِيهِ عَوْنًا عَلَى دَمِهِ.

وَأَخْرَجَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ الْكُبْرَى (3/ 80)
الدُّولَابِيُّ فِي الْكُنَى وَالْأَسْمَاءِ (2/ 308)
الْبَلَاذِرِيُّ فِي أَنْسَابِ الْأَشْرَافِ (2/ 298)

كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدٍاللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ بِهِ بِمِثْلِهِ.

أم المؤمنين أم سلمة

وَعَنِ الْحَسَنِ (الْبَصْرِيِّ)، قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه يَوْمًا يَخْطُبُنَا، فَقَطَعُوا عَلَيْهِ كَلَامَهُ، فَتَرَامَوْا بِالْبَطْحَاءِ، حَتَّى جَعَلْتُ مَا أُبْصِرُ أَدِيمَ السَّمَاءِ. قَالَ: وَسَمِعْنَا صَوْتًا مِنْ بَعْضِ حُجَرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقِيلَ: هَذَا صَوْتُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ: أَلَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ قَدْ بَرِئَ مِمَّنْ فَرَّقَ دِينَهُ وَاحْتَزَبَ، وَتَلَتْ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ١٥٩]».

قَالَ الْقَاضِي إِسْمَاعِيلُ: ” أَحْسَبُهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ: أُمَّ سَلَمَةَ، وَأَنَّ ذَلِكَ قَدْ ذُكِرَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ كَانَتْ عَائِشَةُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ حَاجَّةً.

الِاعْتِصَامُ لِلشَّاطِبِيِّ ت الْهِلَالِيِّ ١/٨٠ الشَّاطِبِيُّ الْأُصُولِيُّ النَّحْوِيُّ (تَ ٧٩٠)

وَهُنَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ انْهُمْ تَرَامَوْا بِالْبَطْحَاءِ وَهَذَا مَا يَفْعَلُهُ الْمُتَظَاهِرُونَ فِي مَيْدَانِ التَّحْرِيرِ وَغَيْرِهِ .. وَقَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا انْ هَذَا مِنْ التَّحَزُّبِ وَ التَّفَرُّقِ فِي الدِّينِ.


آثار عن التابعين


أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (1 هـ - 82 هـ)

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ قَالَ: قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ فَجَعَلْتُ أَسُبُّ الْحَجَّاجَ وَأَذْكُرُ مَسَاوِئِهِ قَالَ: «لَا تَسُبَّهُ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، فَغَفَرَ لَهُ»

الزهد لهناد بن السري ٢/‏٤٦٤ — هناد بن السري (ت ٢٤٣)

منصور بن المعتمر

عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ: إِذَا كُنْتُ صَائِمًا أَنَالُ مِنَ السُّلْطَانِ؟ قَالَ: «لَا» . قُلْتُ: فَأَنَالُ مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

الصمت لابن أبي الدنيا ١/‏١٤٥ — ابن أبي الدنيا (ت ٢٨١)

أبو إسحاق السبيعي

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: مَا سَبَّ قَوْمٌ أَمِيرَهُمْ إِلَّا حُرِمُوا خَيْرَهُ

السنن الواردة في الفتن للداني ٢/‏٤٠٥ — أبو عمرو الداني (ت ٤٤٤)

أبو مجلز

عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: «سَبُّ الْإِمَامِ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ: حَالِقَةُ الشَّعْرِ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدِّينِ»

الأموال لابن زنجويه ١/‏٧٧ — ابن زنجويه (ت ٢٥١)

ابو ادريس الخولاني

سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، وَهُوَ يَقُصُّ فِي زَمَانِ عَبْدِ الْمَلِكِ، يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ وَالطَّعْنَ عَلَى الْأَئِمَّةِ؛ فَإِنَّ الطَّعْنَ عَلَيْهِمْ هِيَ الْحَالِقَةُ، حَالِقَةُ الدِّينِ لَيْسَ حَالِقَةُ الشَّعْرِ، إِلَّا أَنَّ الطَّعَّانِينَ هُمُ الْخَائِبُونَ، وَشِرَارُ الْأَشْرَارِ»

الأموال لابن زنجويه ١/‏٨٠ — ابن زنجويه (ت ٢٥١)

كلام السلف الصالح

ابن حجر العسقلاني

قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج: ” والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك ”

قلت: ” قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج “.

ابن المبارك

عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: «مَنِ اسْتَخَفَّ بِالْعُلَمَاءِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالْأُمَرَاءِ ذَهَبَتْ دُنْيَاهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالْإِخْوَانِ ذَهَبَتْ مُرُوءَتُهُ» وَمِنْ آدَابِهَا: أَنْ لَا تَقْطَعَ صَدِيقًا بَعْدَ أَنْ صَادَقْتَهُ وَلَا تَرُدَّهُ بَعْدَ أَنْ قِبْلَتَهُ

آداب الصحبة لأبي عبد الرحمن السلمي ١/‏٦٢ — أبو عبد الرحمن السلمي (ت ٤١٢)

خالد القسري

عن نافع مولى بني مخزوم، قال: سمعت خالد بن عبد الله يقول:

يايها الناس، إنكم بأعظم بلاد الله حرمة، وهي التي اختار الله من البلدان، فوضع بها بيته، ثم كتب على عباده حجه من استطاع إليه سبيلا أيها الناس، فعليكم بالطاعة، ولزوم الجماعة، وإياكم والشبهات، فإني والله ما أوتي بأحد يطعن على إمامه إلا صلبته في الحرم إن الله جعل الخلافة منه بالموضع الذي جعلها، فسلموا وأطيعوا، ولا تقولوا كيت وكيت إنه لا رأي فيما كتب به الخليفة أو رآه إلا إمضاؤه، واعلموا أنه بلغني أن قوما من أهل الخلاف يقدمون عليكم، ويقيمون في بلادكم، فإياكم أن تنزلوا أحدا ممن تعلمون أنه زائغ عن الجماعة، فإني لا أجد أحدا منهم في منزل أحد منكم إلا هدمت منزله، فانظروا من تنزلون في منازلكم، وعليكم بالجماعة والطاعة، فإن الفرقة هي البلاء العظيم.

تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري ٦/‏٤٦٤ — أبو جعفر ابن جرير الطبري (ت ٣١٠)

اما خالد القسري فأنقل لكم كلام ابن القيم رحمه الله عنه

فلما اشتهر أمره في المسلمين طلبه خالد بن عبدالله القسري وكان أميرا على العراق حتى ظفر به فخطب الناس في يوم الأضحى وكان آخر ما قال في خطبته أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه في أصل المنبر فكان ضحية

الإمام أبو بكر الطرطوشي

طاعة الأئمة فرض على الرعية. طاعة السلطان مقرونة بطاعة الله. اتقوا الله بحقه والسلطان بطاعته. من إجلال الله إجلال السلطان عادلًا كان أو جائرًا.

الطاعة تؤلف شمل الدين وتنظم أمور المسلمين. عصيان الأئمة يهدم أركان الملة. أولى الناس بطاعة السلطان ومناصحته أهل الدين والنعم والمروءات، إذ لا يقوم الدين إلا بالسلطان ولا تكون النعم والحرم محفوظة إلا به. الطاعة ملاك الدين. الطاعة معاقد السلامة وأرفع منازل السعادة، والطريقة المثلى والعروة الوثقى وقوام الأمة، وقيام السنة بطاعة الأئمة. الطاعة عصمة من كل فتنة ونجاة من كل شبهة. طاعة الأئمة عصمة لمن لجأ إليها وحرز لمن دخل فيها.

سراج الملوك ١/‏٥٩ — أبو بكر الطرطوشي (ت ٥٢٠)

الإمام البربهاري

وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله.

لقول فضيل: لو كانت لي دعوة ما جعلتها الا في السلطان.

أنا أحمد بن كامل قال: نا الحسين بن محمد الطبري، نا مردويه الصائغ، قال:: سمعت فضيلا يقول: لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان.

شرح السنة للبربهاري ١/‏١١٣ — البربهاري (ت ٣٢٩)

ابن باز رحمه الله

وَلَمَّا فَتَحَ الْخَوَارِجُ الْجُهَّالُ بَابَ الشَّرِّ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنْكَرُوا عَلَى عُثْمَانَ عَلَنًا عَظُمَتِ الْفِتْنَةُ وَالْقِتَالُ وَالْفَسَادُ الَّذِي لَا يَزَالُ النَّاسُ فِي آثَارِهِ إِلَى الْيَوْمِ، حَتَّى حَصَلَتْ الْفِتْنَةُ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ، ​​وَقُتِلَ عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِأَسْبَابِ ذَلِكَ، وَقُتِلَ جَمْعُ كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ بِأَسْبَابِ الْإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ، وَذَكَرَ الْعُيُوبَ عَلَنًا، حَتَّى أَبْغَضَ الْكَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ وَلِيَ أَمْرَهِمْ وَقَتَلُوهُ

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز ٨/‏٢١١ — ابن باز (ت ١٤٢٠)

وَلَقَدْ وَجَدْتُ الْكَثِيرَ مِنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ يَرْبُطُونَ قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ وَأَنَّهُ كَانَ الْفَتِيلَ الَّذِي أَشْعَلَ نَارَ الْفِتْنَةِ.

ابْنُ عُثَيْمَيْنَ رَحِمَهُ اللَّهُ

ثُمَّ إِنَّ هُنَاكَ فَرْقًا بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْأَمِيرُ أَوْ الْحَاكِمُ الَّذِي تُرِيدُ أَنْ تَتَكَلَّمَ عَلَيْهِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ غَائِبًا، لِأَنَّ جَمِيعَ الْإِنْكَارَاتِ الْوَارِدَةِ عَنْ السَّلَفِ إِنْكَارَاتٌ حَاصِلَةٌ بَيْنَ يَدَيْ الْأَمِيرِ أَوْ الْحَاكِمِ. وَهُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ كَوْنِ الْأَمِيرِ حَاضِرًاً أَوْ غَائِبًاً.

الْفَرْقُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ حَاضِرًاً أَمْكَنَهُ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ، وَيُبَيِّنَ وُجْهَةَ نَظَرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ مُصِيبًاً وَنَحْنُ مُخْطِئُونَ، لَكِنْ إِذَا كَانَ غَائِبًاً وَبَدَأْنَا نَحْنُ نُفَصِّلُ الثَّوْبَ عَلَيْهِ عَلَى مَا نُرِيدُ هَذَا هُوَ الَّذِي فِيهِ الْخُطُورَةُ، وَالَّذِي وَرَدَ عَنْ السَّلَفِ كُلُّهُ في مُقَابَلَةِ الْأَمِيرِ أَوْ الْحَاكِمِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْإِنْسَانَ لَوْ وَقَفَ يَتَكَلَّمُ فِي وَاحِدٍ مِنْ النَّاسِ مَا هُو وُلَاةُ الْأُمُورِ فِي وَاحِدٍ مِنْ النَّاسِ فِي غَيْبَتِهِ، لَقِيلَ: هَذِهِ غَيْبَةٌ، إِذَا كَانَ فِيكَ خَيْرٌ رُوحْ انْصَحَهُ قَابِلْهُ…

أنا أريد مثلاً أن أقول للناس: اجتنبوا الربا، ولايأتي ويقول: هذه بيوت الربا معلنة ورافعة البناء، لا يقول هكذا، لأن هذا يتضمن أو إنكار ضمني على الولاة، لكن يقول: تجنبوا الربا الربا محرم وإن كثر بين الناس، الميسر حرام وإن أقر وما أشبه ذلك.

062b سِلْسِلَةُ لِقَاءِ الْبَابِ الْمَفْتُوحِ

وقال - رحمه الله تعالى - في تعليقه على رسالة العلامة القاضي الشوكاني - رحمه الله تعالى - رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين وقد قال الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إنه يخرج من ضِئْضِئ هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته عند صلاته، يعني: مثله، وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف، ويكون بالكلام، هذا ما أَخَذَ السيفَ على الرسول - عليه الصلاة والسلام - لكنه أنكر عليه، وما يوجد في بعض كتب أهل السنة، من أن الخروج على الإمام: هو الخروج بالسيف، فمرادهم بذلك: هو الخروج النهائي الأكبر، كما ذكر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الزنى يكون بالعين، ويكون بالأُذُن، ويكون باليد، ويكون بالرجل، لكن الزنى الأعظم: هو زنى الحقيقة، هو زنى الفرج، ولهذا قال: الفرج يُصدِّقه أو يُكذِّبه

قال: فهذه العبارة من بعض العلماء: هذا مرادهم، ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال: أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول.

الناس لا يمكن أن يأخذوا سيوفهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم، لا بد أن يكون هناك شيء يثيرهم، وهو الكلام، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجًا حقيقة، دلَّتْ عليه السنة، ودلّ عليه الواقع. أما السنة فعرفتموها، وأما الواقع: فإنا نعلم علم اليقين: أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول، لأن الناس لم يخرجوا على الإمام بمجرد أخذِ السيف لا بد أن يكون توطئة وتمهيد: قدح في الأئمة، وستر لمحاسنهم، ثم تمتلئ القلوب غيظًا وحقدًا، وحينئِذٍ يحصل البلاء (الشريط 2/أ.)

صالح الفوزان

وقد سئل صاحب الفضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى -: هل الخروج على الأئمة يكون بالسيف فقط، أم يدخل في ذلك الطعن فيهم، وتحريض الناس على منابذتهم والتظاهر ضدهم ؟

فأجاب - حفظه الله تعالى - بقوله: ذكرنا هذا لكم، قلنا: الخروج على الأئمة يكون بالسيف، وهذا أشد الخروج، ويكون بالكلام: بسبهم، وشتمهم، والكلام فيهم في المجالس، وعلى المنابر، هذا يهيج الناس ويحثهم على الخروج على ولي الأمر، وينقص قدر الولاة عندهم، فالكلام خروج(الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية)

صالح السدلان

وقد قال فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان - حفظه الله تعالى جوابًا عن سؤال على من قَصَرَ الخروج على ما إذا كان بالسيف، وظن أن التهييج بالكلام ليس خروجًا!!

فقال - حفظه الله تعالى هذا السؤال مهم، فالبعض من الإخوان قد يفعل هذا بحسن نية، معتقدًا أن الخروج إنما يكون بالسلاح فقط، والحقيقة أن الخروج لايقتصر على الخروج بقوة السلاح، أو التمرد بالأساليب المعروفة فقط، بل إن الخروج بالكلمة أشد من الخروج بالسلاح، لأن الخروج بالسلاح والعنف لا يُرَبِّيه إلا الكلمة، فنقول للأخوة الذين يأخذهم الحماس، ونظن منهم الصلاح - إن شاء الله تعالى -: عليهم أن يتريثوا، ونقول لهم: رويدًا، فإن صَلَفكم وشدتكم تربي شيئًا في القلوب، تربي القلوب الطرية التي لاتعرف إلا الاندفاع، كما أنها تفتح أمام أصحاب الأغراض أبوابًا، ليتكلموا وليقولوا ما في نفوسهم- إن حقًّا، وإن باطلًا -.

ولا شك أن الخروج بالكلمة، واستغلال الأقلام بأي أسلوب كان، أو استغلال الشريط، أو المحاضرات، والندوات في تحميس الناس على غير وجه شرعي؛ أعتقد أن هذا أساس الخروج بالسلاح، وأُحَذِّر من ذلك أشد التحذير، وأقول لهؤلاء: عليكم بالنظر إلى النتائج، وإلى من سبقكم في هذا المجال، لينظروا إلى الفتن التي تعيشها بعض المجتمعات الإسلامية، ما سببها؟ وما الخطوة التي أوصلتهم إلى ما هم فيه ؟! فإذا عرفنا ذلك؛ ندرك أن الخروج بالكلمة، واستغلال وسائل الإعلام، والاتصال للتنفير والتحميس والتشديد؛ يربي الفتنة في القلوب(مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري)